اطرف المواقف المحرجة في حفلات الزفاف 2015




 
“معاً الى الابد حتى يفرّقنا الموت…” هناك من كان محظوظاً في العثور على شريك حياته، نصفه الثاني الذي اختار الارتباط الابديّ به ليكمل معه الدّرب حتى النهاية، ويطبّق هذه المقولة الشهيرة. وهناك من سمع هذه العبارة، فضحك وتهكّم وسخر من الزواج، ومن “النهايات السعيدة”، ربما لأنّه عاش نهاية حزينة لزواج ختمه الطلاق بالشّمع الاحمر، وبذلك يكون قد ختم مرحلة سوداء من حياته، يتمنّى لو أنّها لم تحصل، أو يدّعي، ليعزّي نفسه، أنه تعلّم الكثير منها، وأنها كانت لخيره على الرغم من مرارتها.

لكنّ البدايات الجديدة ممكنة في كلّ حين، وما أوفرها عند كل نهاية حالكة نعتقد فيها أنّ العالم انتهى. فماذا لو حوّلنا مثلاً الطلاق الى مناسبة للاحتفال بفصلٍ جديد من الحياة؟
الفكرة ليست بجديدة، فهي قائمة منذ سنوات في عددٍ من البلدان، حيث يقرّر البعض الاحتفال بالطلاق في سهرات، تشبه الى حدّ ما سهرات وداع العزوبيّة، إلا أنّها في الواقع حفلة طلاق، أو حفلة وداع للزّواج!
حفلات الطلاق باتت ممكنة في لبنان، بعد أن أعلنت وكالة لتنظيم الاعراس والمناسبات عن إعدادها لهذا النّوع من الحفلات في بلد يعاني من نسبة مرتفعة جدا من الطلاق.

وتشبه حفلات الطلاق الى حدّ كبير حفلات وداع العزوبيّة، حيث هناك فكرة محوريّة للحفلة، وعلى أساسها يتمّ اختيار قالب الحلوى والزينة والموسيقى واللباس والاجواء.
حفلة الطلاق ليست مناسبة حزينة، إنما على العكس، تشكّل فرصة للاحتفال بمرحلة جديدة مع عدد من الاصدقاء والمقرّبين الذين كانوا صدراً رحباً ودعماً في خلال فترة الطلاق وسيشكّلون سنداً للمرحلة الجديدة من حياة المطلّق أو المطلّقة.
في هذا اليوم، يتمنّى الزوج السابق والزوجة السابقة لبعضهما البعض حياةً سعيدة، ويصفحان عمّا مضى، ويمضي كلّ منهما في طريقه.
أما في حال حصول الطلاق من دون ودٍّ ووفاق، فحينها يحتفل كلّ منهما لوحده بالعبور الى مرحلة جديدة وبطيّ صفحة حملت فشلاً ومعاناة.

وفي هذا السيّاق، يؤكد صاحب ومدير وكالة Petit Confort لتنظيم الاعراس وتأمين مستلزمات الحفلات شارل بو سليمان أنّه قرّر أن ينظّم هذا النوع من الحفلات بعد ان اختبر الطلاق بنفسه، الى جانب ثلاثة من الموظّفين في شركته، مضيفاً “نسبة الطلاق مرتفعة جدّاً في لبنان، ونظراً لمرورنا في هذه التجربة في الشركة، كان خيارنا أن نبدأ بتنظيم حفلات سعيدة للطلاق”.

ويوضح بو سليمان: “الفكرة ليست جديدة، إذ بدأت في الولايات المتحدة الأميركيّة ولاقت رواجاً كبيراً هناك، إلا أنّنا قولبناها لتنسجم مع المجتمع اللبناني، ونحن أول وكالة لتنظيم الاعراس والحفلات تعرض هذه الخدمة والفكرة، وعندما بدأنا بالترويج لها، انهالت علينا الاتصالات المرحّبة بها والمستعلمة عنها، والتجاوب كان كبيرا جدّاً”.

ويشير بو سليمان الى أنّ “الحفلة تقتصر على الاصدقاء والمقرّبين جدّاً من المطلّق أو المطلّقة أو الاثنين معاً، وهي ليست مخصّصة للاهل والاطفال، وقد تضّم من 20 الى 50 شخصاً”.

وعن تقبّل المجتمع اللّبناني لهذا النوع من الحفلات، يقول بو سليمان “أعتقد ان المجتمع اللّبناني سيرحّب بالفكرة، خصوصاً أنّ مجتمعنا تغيّر في الاونة الاخيرة وبات أكثر انفتاحا ومرحّباً بكلّ جديد”.

لا شكّ أنّ حفلات الطلاق، فكرة جديدة في مجتمع يختلف حول كلّ شيء، إذ نجد من يتعايش مع كلّ جديد، وكل فكرة تستورد من الخارج، ونجد من ينتقد هذا النّوع من الظواهر، ويجد فيها محاولة لفرض عادات غريبة عن مجتمع محافظ لا يزال حتى اليوم ينقسم حول الزواج المدني وضرورته في بلد متعدّد الاديان والطوائف، فكيف سيتقبّل احتفالا بالطلاق؟

وهل هذا النوع من الحفلات مجرّد مناسبة للترفيه والفرح أم أنّه يدقّ ناقوس الخطر حول تبسيط مفهومَيّ الزواج والطلاق؟ وماذا عن تفككّ العائلة اللّبنانيّة وأين الاطفال من “فرحة” الانفصال؟